شرح كتاب العلم من صحيح البخاري
باب فضل العلم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد اسم> وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام البخاري اسم> -رحمه الله تعالى- قاضي الحديث وجبل الحفظ وإمام الدنيا في صحيحه: كتاب العلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
باب: فضل العلم ، وقول الله -تعالى- رسم> يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ قرآن> رسم> وقوله -عز وجل- رسم> رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا قرآن> رسم> .
قال -رحمه الله تعالى- باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل.
قال أبو عبد الله اسم> حدثنا محمد بن سنان اسم> قال: حدثنا فليح اسم> قال: وحدثني إبراهيم بن المنذر اسم> قال: حدثنا محمد بن فليح اسم> قال: حدثني أبي، قال: حدثني هلال بن علي اسم> عن عطاء بن يسار اسم> عن أبي هريرة اسم> -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: رسم> بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى -رسول الله صلى الله عليه وسلم- يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: أين أراه السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله قال: فإذا ضيعت الأمانة؛ فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة متن_ح> رسم>.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد اسم> البخاري اسم> يذكر فضل العلم ويذكر طريقة تحصيل العلم ، ففي الباب الأول ذكر آيتين في فضل العلم آية في سورة المجادلة قول الله تعالى: رسم> يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ قرآن> رسم> يقول: إن قوله: رسم> يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ قرآن> رسم> قال بعض المشائخ: أي منكم أيها الصحابة ثم قال: والذين أوتوا العلم منكم ومن غيركم يرفعهم الله درجات وهذه الدرجات يراد بها درجات الآخرة.
بمعنى أن الله -تعالى- يرفعهم في الآخرة درجات كما قال تعالى: رسم> لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ قرآن> رسم> وفي الحديث أن رسم> في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض متن_ح> رسم> فكلما ارتفع أحدهم في الجنة كان ذلك أعلى لمكانته وأرفع لمقامه، وأكثر نعيما له، هذا الرفع في الآخرة.
وكذلك أيضا الرفع في الدنيا بمعنى أن طالب العلم والمحصل له يرفعه الله على غيره كما في قوله تعالى: رسم> لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ قرآن> رسم> أي منازل بعضهم أفضل من بعض، فطلب العلم يرفع الله -تعالى- به طالبه، أما الآية الثانية قوله تعالى: رسم> وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا قرآن> رسم> النبي -صلى الله عليه وسلم- علمه الله قال تعالى: رسم> وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا قرآن> رسم> .
امتن عليه بأن علمه ما لم يكن يعلم، فدل هذا على فضل العلم إذا كان الله -تعالى- علم نبيه ومع ذلك أمره بأن يطلب ربه المزيد أن يقول: رسم> رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا قرآن> رسم> لا شك أن هذا دليل على محبة التزود أن كل عابد يحسن منه أن يتزود من العلم أن يقول رسم> رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا قرآن> رسم> في كل ساعة يطلب ربه أن يزيده علما ولا يقتصر على العلم الذي قد رزقه فإنه قليل بالنسبة إلى ما يجب عليه تعلمه:
وليس كل العلم قـد حويته | أجل ولا العشر ولو أحصيته |