إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير
شرح كتاب العلم من صحيح البخاري
37343 مشاهدة
باب فضل العلم

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- قاضي الحديث وجبل الحفظ وإمام الدنيا في صحيحه: كتاب العلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
باب: فضل العلم ، وقول الله -تعالى- يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ وقوله -عز وجل- رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا .
قال -رحمه الله تعالى- باب من سئل علما وهو مشتغل في حديثه فأتم الحديث ثم أجاب السائل.
قال أبو عبد الله حدثنا محمد بن سنان قال: حدثنا فليح قال: وحدثني إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا محمد بن فليح قال: حدثني أبي، قال: حدثني هلال بن علي عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: بينما النبي -صلى الله عليه وسلم- في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي فقال: متى الساعة؟ فمضى -رسول الله صلى الله عليه وسلم- يحدث فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى حديثه قال: أين أراه السائل عن الساعة؟ قال: ها أنا يا رسول الله قال: فإذا ضيعت الأمانة؛ فانتظر الساعة. قال: كيف إضاعتها؟ قال: إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة .


بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد البخاري يذكر فضل العلم ويذكر طريقة تحصيل العلم ، ففي الباب الأول ذكر آيتين في فضل العلم آية في سورة المجادلة قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ يقول: إن قوله: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ قال بعض المشائخ: أي منكم أيها الصحابة ثم قال: والذين أوتوا العلم منكم ومن غيركم يرفعهم الله درجات وهذه الدرجات يراد بها درجات الآخرة.
بمعنى أن الله -تعالى- يرفعهم في الآخرة درجات كما قال تعالى: لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وفي الحديث أن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض فكلما ارتفع أحدهم في الجنة كان ذلك أعلى لمكانته وأرفع لمقامه، وأكثر نعيما له، هذا الرفع في الآخرة.
وكذلك أيضا الرفع في الدنيا بمعنى أن طالب العلم والمحصل له يرفعه الله على غيره كما في قوله تعالى: لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ أي منازل بعضهم أفضل من بعض، فطلب العلم يرفع الله -تعالى- به طالبه، أما الآية الثانية قوله تعالى: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا النبي -صلى الله عليه وسلم- علمه الله قال تعالى: وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا .
امتن عليه بأن علمه ما لم يكن يعلم، فدل هذا على فضل العلم إذا كان الله -تعالى- علم نبيه ومع ذلك أمره بأن يطلب ربه المزيد أن يقول: رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا لا شك أن هذا دليل على محبة التزود أن كل عابد يحسن منه أن يتزود من العلم أن يقول رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا في كل ساعة يطلب ربه أن يزيده علما ولا يقتصر على العلم الذي قد رزقه فإنه قليل بالنسبة إلى ما يجب عليه تعلمه:
وليس كل العلم قـد حويته
أجل ولا العشر ولو أحصيته